ظهور الدولة العباسية
أصبح " أبو العباس السفاح " هو خليفة المسلمين فى خرسان وبلاد فارس واستقل بهم فى الحكم عن الخلافة الأموية , ولقب " ابوالعباس " بالسفاح لكثرة الدماء التى سفكها واستباحها
إستخدم العباسيين الرايات السوداء كشعاراً لهم , أعتمد العباسيين فى البداية على الشيعة لزعزعة الدولة الآموية لكنهم فى النهاية انقلبوا عليهم .
أرسل العباسيين جيشا كبيرا بقيادة " قحطبة بن شيب " الى العراق والذى تمكن من هزيمة الأمويين وضم العراق للدولة العباسية , ثم بعد ذلك اتجه العباسيين الى " الشام " وهزموا الأمزيين فى معىكة " نهر الزاب " عام 750م .
وأصبح " ابو العباس السفاح " هو أول خليفة عباسى بعد مقتل اخر خليفة آموى " مروان بن محمد " , ودخل العباسيين عاصمة الخلافة الأموية وقتلوا معظم أفراد البيت الأموى ونهبوا ثرواتهم ولكن تمكن أحد الأفراد من الدولة الأموية وهو " عبدالرحمن الداخل " من الهرب الى الأندلس والأستقلال بها وتأسيس دولة أمويية هناك .
بداية حكم العباسيين
بدأ " العصر العباسى الأول " والذى أمتد الى 100 عام وحكم فيه 10 خلفاء من 132هجريا الى 232 هجريا , أعتمد العباسيين على العنصر الفارس فى أدارة الدولة والجيش على خلاف الدولة الأموية التى أعتمدت على العنصر العربى فى الحكم , لم يقم العباسيين بفتوحات واسعه ومتتالية كما فعل الأمويين بل أهتموا بالحركة العليمة والفكرية وحركات الترجمة .
وبعد موت : ابو العباس السفاح " تولى بعده ابن عمه " أبوجعفر المنصور " الحكم والذى أنفرد بالسلطة بعد صراعات دامية من عمه " عبدالله بن على " الذى ساعده فى توطيد الدولة والقضاء على الثورات والحركات التى ظهرت أنذاك , وكذلك تم التخلص من " ابو مسلم الخرسانى " خوفاً من زيادة نفوذه وسلطته . وكذلك قضى " ابوجعفر المنصور " على الثورة العلوية فى الحجاز بقايدة "محمد النفس الذكية " حفيد على بن ابى طالب .
ومن أعظم الأعمال التى قام بها " أبوجعفرالمنصور" بناء مدينه " بغداد " عام 145 وجعلها عاصمة جديدة للدولة العباسيية
ووصلت الدولة العباسية قمة أزدهارها فى عهد الخليفة " هارون الرشيد " الذى تولى االحكم سنة 170 هجرياً , واعتمد الخليفة " هارون الرشيد " فى الحكم على أسرة الوزراء " البرامكة " قبل أن ينقلب عليهم الخليفه " الرشيد " فى حادثة " نكبة البرامكة " .
بعد موت الخليفة " هارون الرشيد " قامت خلفات شديدة بين أبنائه " الأمين " و " المأمون " على من تولى فيهم الحكم بعد ابيهم انتهى هذا الخلاف بمقتل " الأمين " على أخيه " المأمون " عام 198 هجرياً وتولى " المأمون " الخلافة .
حدثت فى عهد " المأمون " نهضة علمية كبيرة وقام بتشجيع حركة الترجمة لعلوم وفلسفة اليونان وكما قام بتأسيس " جامعة بيت الحكمة " فى بغداد , وهذا مما أدى الى ظهور " فتنة خلق القرآن " وأصبح مذهب المعتزلة هو عقيدة الدولة الرسمية .
وتولى الخلافة بعد المأمون أخية الأصغر " المعتصم بالله " وكان ذا ميول عسكرية وحربية ومن أهم أعمالة فتح مدينة " عمورية " مسقط رأس العائلة الأمبراطورية البيزنطية , وقام ببناء مدينة " سمراء " . واستعان بأعداد كبيرة من الترك وجعلهم حرسه الشخصى وأعطاهم مناصب رفيعه فى الجيش بدلا من الفرس , منذ تلك الفترة وبدأ الحرس التركى فى السيطرة على الدولة والجيش وزاد نفوذهم فيما بعد بشكل كبير .
وسنة 847م تولى الخليقة " المتوكل " الحكم وبذلك بدأ " العصر العباسى الثانى " والذى استمر لقرابة 200 عام وحكم خلاله 15 خليفة وهو عصر نفوذ الحرس التركى , فأصبحوا هم ولاوة الأقاليم وقادة الجيش والوزراء وقادة الحرس .
ظهر لقب " السلطان " وهو الحاكم الفعلى للبلاد أما " الخليفة " فأصبح مجرد حاكم شكلى ورمز لوحدة المسلمين فقط .
إنهيار الدولة العباسية
لم يستطع العباسيين الحفاظ على وحدة الدولة فتقسمت الى عدة دول مستقلة أو تابعة اسمياً فقط الى الخلافة العباسيية , ففى بلاد المغرب ظهرت دولة " الأدارسة " , وفى مصر أستقل السلطان " أحمد بن طولون " بالدولة لأقام بها الدولة الطولونية وثم من بعد ذلك جاء " الأخشيديين " , وفى المشرق ظهر " الصفاريون " و " البويهيون " وفى بلاد فارس ظهر " الحمدانيون " وفى الشام " القرامطة " وغيرهم فى كل الأمصار والدول .
فى عهد " المتوكل " قام بتحويل مذهب الدولة من المعتزلى الى المذهب السنى الشافعى , وفى عهد " المطيع لله " نشأت " الخلافة الفاطمية الشيعية " التى سيطرت على بلاد المغرب ثم اتجهت الى مصر وأسسوا مدينة " القاهرة " واتخذوها عاصمة للدولة الفاطمية .
وأنقسم العالم الأسلامى بين ثلاث خلفات متصارعين وهم
" الخلافة العباسية فى بغداد "
"الخلافة الفاطمية فى القاهرة "
" الخلافة الاموية فى الأندلس "
مع تولى " القائم بالله " الحكم بدأ " العصر الثالث العباسى " وهو عصر سيطرة دولة السلاجقة وأمتد هذا العصر الى حوالى 200 عام تولى خلاله 11 خليفة , وفى عهد " القائم بالله " تمكن الفاطميين بقيادة " البساسينى " من السيطرة على " بغداد " وكادوا أن يسقطوا الخلافة العباسية واستعان الخليفة العباسى بالقائد " طغرل بك " سلطان دولة السلاجقة الذى تمكن من هزيمة الفاطميين وردهم عن الدولة العباسيية ومنذ تلك اللحظة وبدأت سيطرة دولة السلاجقة على الدولة العباسيية .
وبعد " طغرل بك " تولى السلطان "الب ارسلان " الذى تمكن من هزيمة الدولة البيزنطية فى معركة " ملازكارد " عام 1017م وأسس الدولة بألاناضول .
وفى عهد" المستظهر بالله " جائت الحملة الصليبية الأولى والتى استولت على " بيت المقدس "وأسست اربع ممالك صليبية فى الشرق .
وفى عهد " المسترشد بالله " ظهر " عماد الدين زنكى " الذى سيطر على الشام وأسس الدولة الزنكية التى دخلت فى صراع مع الصلبيين , وبعد موت " عماد الدين " تولى ابنه " نور الدين محمود " الذى استعاد مدينة " الرهة "من الصلبيين , أرسل " نور الدين " ثلاث حملات لأسقاط الخلافة الفاطمية فى مصر بقيادة " أسد الدين شريكوة " وأبن أخيه " صلاح الدين ألأيوبى " حيث تمكن الاخير من السيطرة على مصر واسقاط الدولة الفاطميية وأقامت الدولة الأيوبية بالقاهرة .
تلك الدول سواء " الزنكية " أو " الأيوبية " أو " السلاجقة " كانت تابعة اسمياً فقط للخلافة العباسيية , وفى عهد " المستضيئ بأمر الله " تمكن " صلاح الدين الأيوبى " من استعادة بيت المقدس من الصلبيين , جلب سلاطين الدولة الأيوبية اعداداً كبيرة من العبيد البيض من القوقاز والشراكسة أطلقوا عليهم اسم " المماليك " ليصبحوا قوام الجيش .
فى الشرق ظهر المغول الذين اكتسحوا العالم الاسلامى وقضوا على الدولة الخوارزمية فى ايران وبعد ذلك اتجهوا الى الدولة العباسيية وأسقطوا " بغداد" عام 1258م وتم القبض على الخليفة العباسى " المستعصم بالله " وتم قتله , وبهذا سقطت الخلافة العباسيية وأصبح الخليفة العباسى " المستعصم بالله " آخر الخلفاء العباسيين فى بغداد .
تكمن المماليك بقيادة " سيف الدين قطز " من هزيمة التتار فى معركة عين جالوت , وأعادوا إحياء " الخلافة العباسيية " بالقاهرة فى عهد السلطان "بيبرس " وأصبح "المستنصر بالله " أول خليفية عباسى بالقاهرة ولكنه كان لا يملك اى دور سياسى وكانت السلطة الحقيقية فى أيدى السلطان المملوكى .
ودامت " الخلافة العباسيية " بالقاهرة أكثر من 250 عام حتى سقطت عام 1517 على أيدى العثمانيين أجبر السلطان " سليم الأول " الخليفة العباسى " محمد المتوكل"على التنازل عن الخلافة له وبذلك تحولت الخلافة من الدولة العباسيية الى الدولة العثمانية وأنتقلت عاصمة الخلافة من " القاهرة " الى " إسطنبول "
تعليقات
إرسال تعليق